إِنَّ الحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ ونَسْتَهِديه وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنا وَمِن سَيِّئاتِ أَعْمالِنا ، مِنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَهُوَ المُهْتَدِي ، وَمَن يُضْلِلْ فَلَا هَادِي لَهُ ، وَإِنْ أَصْدَقَ الحَديثِ كَلامَ اللَّهِ ، وَخَيْرُ الهَدْيِ هَدْيَ مُحَمَّدٍ ﷺ ، وَإِنَّ شَرَّ الأُمورِ مُحْدَثاتِها ، وَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٍ ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٍ ، وَكُلُّ ضَلالَةٍ فِي النّارِ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى المَبْعوثِ رَحْمَةٌ لِلْعَالَمِينِ ، مُحَمَّدُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهُ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدّينِ .
أَمَّا بَعْدُ :
أَنَّ مَوْقِعَنا هَذَا لَيْسَ مَوْقِعَ تَعَلِيمَى وَلَا مَوْقِعُ مُحاضَراتٍ اَوْ دُروسٌ لَكِنَّهُ مَوْقِعٌ تَذْكِيرَى فَجَميعُنا يَعْلَمُ الصَّوابَ وَ الخَطّاءَ وَلَا يوجَدُ مُسْلِمٌ عَلي بِقاعِ الأَرْضِ أَلّا وَيَعْلَمَ مَا هوَ الاسِّلامُ وَ مَاهُو الدّينِ الاسِّلاميِّ اَلَا القَليلُ . لَكِنَّ الكَثيرَ مُنَى رَغْمَ عُلْمَةِ يُنْسِي مَاتْعَلْمَةَ أَوْ فَى بَعْضِ الاوِّقاتِ يَتَناسي مَاتَعَلْمَةً حَتَّى يُحَلِّلَ مَا سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسَهُ .
فَقَالَ اَللَّهُ تَعالي :﴿ ۞ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾
لِذَلِكَ مَوْقِعُنا هَذَا يَسْتَهْدِفُ التَّذْكيرَ لَيْسَ أَكْثَرَ فَقَدْ تَعْلَمنًا فِي مَدارِسَ أَسْلاميَّةٍ وَعَلي يَدِ أَساتِذَةٍ مَوْثوقٍ بِهَا فِي العِلْمِ
فَقَدْ تَعَلَّمْنا القِرَانَ الكَريمَ تَجويدَةً وَ تَرْتيلَةً تَعَلَّمْنا العَقائِدَ والشَّريعَةَ وَعِلْمَ الحَديثِ وَ مُصْطَلَحَةً وَعِلْمَ اَلْفِقَةِ وَ العِبَادَاتِ
وَ الفَرائِضِ وَ عِلْمُ التَّفْسيرِ وَ السّيرَةُ النَّبَويَّةُ وَ المَذَاهِبُ الأَرْبَعَةُ .
قَالَ اَللَّهُ تَعالي : ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾
وَمِن هَذَا المُنْطَلَقِ نُقَدِّمُ لَكُمْ هَذَا المَوْقِعَ لِخِدْمَتِكُمْ وَتَذْكيرِكُمْ وَتَذْكيرٌ نَفْسِي مَعَكُمْ .
قَالَ اَللَّهُ تَعالي : ﴿وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55]
قَالَ اَللَّهُ تَعالي : ﴿فَذَكِّرۡ فَمَآ أَنتَ بِنِعۡمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٖ وَلَا مَجۡنُونٍ ﴾ [الطور: 29]
قَالَ اَللَّهُ تَعالي : ﴿فَذَكِّرۡ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ ﴾ [الأعلى: 9]
قَالَ اَللَّهُ تَعالي : ﴿فَذَكِّرۡ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٞ ﴾ [الغاشية: 21]
نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُسْتَعْمَلَنا فِي التَّذْكيرِ إِلَى دينِهِ ، وَأَنْ يَرْزُقَنا القَبولَ والْأَجْرَ لَنَا وَلَكُمْ وَلَوَالَدَى عَلَيْهُمْ رَحْمَةُ اللَّهِ .
ونِسالُ اللَّهِ خالِصَ العَمَلِ لِوَجْهِ الكَريمِ وَ التَّوْفيقُ لَنَا وَلَكُمْ ، وَصَلَ اللَّهُ عَلَى نَبيِّنا مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ .
تم بحمد الله .